اذا كنت متابع جيد لعالم السيارات ، فحتماً قد مر عليك يوماً واحدة من تلك المصطلحات الغريبة والتى قد لا تجد بين طياتها إجابة شافية عن ماهية تلك السيارات التى تسمى بتلك المصطلحات .
فالسيارات التجريبية أو الاختبارية ، ونسخ ما قبل الإنتاج ، والنماذج الأولية ، كلها أسماء تحملها سيارات لم تدخل حيز الإنتاج بعد ، وتلك هى النقطة الوحيدة المشتركة بينهم ، حيث تختلف تلك السيارات كلياً فى وظيفة كل منهم وما ستقدمه للشركة من خدمات قبل ان تختفى كافة تلك النماذج من على وجه الأرض ليحل محلها سيارة تجارية جاهزة للإنتاج بالآلاف . ونقسمها فى موقع ويكيموبايل الى:
النماذج الأولية ( Prototypes )
النسخ الأولية لكل سيارة هى أول تمثيل حقيقى لكل ما قد رسم وخطط على الأوراق ، فهى قاعدة بناء اختبارية يتم تركيب كافة القطع التى تود الشركة تجربتها عليها لتقيم بشكل دقيق من خلال وضعها على جسد سيارة حقيقى وتعريضها لسلسلة متواصلة من الاختبارات والدراسات الدقيقة ، ومن الممكن أن تكون تلك القطع مجرد أجزاء بسيطة داخل المقصورة أو حتى محرك السيارة بالكامل .
موقع ويكيموبايل
وعلى الرغم من أهمية هذا النموذج الأولى فى التأكد من مدى كفاءة كافة أجزاء السيارة من العمل على حدة ، وكذلك العمل سوية ، إلا انه يعد نموذج بعيد كل البعد عن النسخة التجارية من السيارة ، فهو مجرد سيارة عادية من سيارات الشركة قد تم تحويلها إلى هذا النموذج وسينتهى دورها بمجرد إنهاء الاختبارات على الأجزاء المركبة عليها .
السيارات التجريبية ( Concept Cars )
السيارات التجريبية هى واحدة من أهم أدوات الدعاية والنجاح فى عالم السيارات ، فهى سيارات من نسخة واحدة تقوم الشركة ببنائها بغرض محدد ، فى كل الأحوال يعتمد على استشفاف رأى الجمهور وخبراء السيارات فى فكر تنوى الشركة تطبيقه ، أو استعراض احدث ما لدى الشركة من تقنيات وابتكارات .
فعندما تقرر شركة سيارات أن تطرح سيارة هامة ، أو أن تتقدم إلى المنافسة فى فئة لم تعتاد المنافسة فيها ، فيسبق عادة سيارتها المنتظرة نسخة تجريبية منها ، وهى نسخة تحمل اللمسات الرئيسية للسيارة المنتظرة مع جرعة مكثفة من الإبداع التصميمى والتجهيزات المستقبلية التى لن ترى النور قريباً ، ومن خلال تلك النسخة تعمل الشركة على جمع ردود الأفعال من زوار المعرض سواء جمهور أو محترفين لتسنى لها فرصة تعديل ما يمكن تعديله لإرضاء الجمهور .
كذلك من ضمن وظائف السيارات التجريبية استعراض تقنية جديدة أو ابتكار تنفرد به الشركة المصنعة لتلك السيارة ، ولتبرز الشركة ابتكارها الجديد فى شكل لا ينسى ويمكن الإشارة إليه مستقبلاً ، تلجأ إلى تخليد هذا الابتكار عن طريق طرح سيارة تجريبية تحمل عدة تقنيات جديدة إلى جانب هذا الابتكار الأساسى الذى تود إبرازه أمام العالم .
وعلى الرغم من أن تلك السيارات التجريبية كثيراً ما تحمل منظومات دفع كاملة ويمكنها السير على الطرقات ، إلا أنها تعامل كتحف فنية وأسرار هندسية خاصة بالشركة فلا تظهر إلا بمناسبات رسمية ولا يتملكها اى شخص ، بل تعود إلى متاحف الشركة بعد أن تنتهى مهمتها الدعائية دون أن يرى اى منها ضوء الخطوط الإنتاجية .
ومن السيارات التجريبية إلى النسخ التجارية تبقى خطوة أخيرة تسمى بالنسخ قبل الإنتاجية .
النسخ قبل الإنتاجية ( Pre-Production Cars )
بسبب التصميم المعقد للسيارات التجريبية وما تحمل من تقنيات عديدة وقدرات ليست بالضرورية لعالم السيارات التجارية ، تمر السيارات التجريبية بعدة عمليات للتطوير تحول كل ما تتضمنه السيارة من تجهيز وتصميم وحتى خامات مستخدمة فى البناء إلى نسخة أكثر عملية فى الاستخدام وأكثر جدوى اقتصادياً فى الإنتاج .
فخطوط التصميم المستقبلية يختفى معظمها ليخلف تصميمات يسهل التعامل معها داخل خطوط الإنتاج فى حيز لا يرتفع بسقف التكلفة الإنتاجية إلى ما فوق المسموح ، والتجهيزات لا يبقى منها إلا الضرورى للفئة التنافسية لتلك السيارة ، وحتى منظومة الدفع تستبدل بأخرى تناسب النسخة الإنتاجية .
ولكن قبل أن تخرج تلك السيارة إلى النور ، تبقى مرحلة الاختبار الأخيرة والتى تتطلب الدفع ببعض النسخ قبل الإنتاجية إلى الشوارع العامة والتى غالبا ما تظهر مغطاة أو مموهة لكى تبعد أعين المتطفلين عن التعرف على تفاصيل التصميم ، ومن ثم تتعرض لاختبارات تحاكى الاستخدام اليومى للسيارة كى يتم من خلالها اختبار أى مشكلة قد تظهر مستقبلاً ، إضافة إلى ظهور بعض تلك النسخ فى المعارض الدولية قبيل إطلاق السيارة رسمياً للتعرف على أراء الجماهير الأخيرة فى السيارة قبل طرحها رسمياً .
في حال أعجبك الموضوع كل ما اوده منك هو نشر هذا الموضوع عبر أدوات المواقع الاجتماعية التالية: ايقونة فيس بوك وتويتر و +1 فى الشريط التالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق