العلاقة الزوجية علاقة شديدة الخصوصية ورباط مقدس بين اثنين، يربط كلا منهما مصيره بالآخر، اختارا ذلك عن حب واختيار واقتناع، يقول الله عز وجل "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، فأساس هذه العلاقة السكن والراحة والهدوء والسكينة، ثم هناك مودة ورحمة وحب. غير أنها شأن أى علاقة يعتريها الفتور أحيانا، والتذبذب والمشكلات أحيانا أخرى، فهى أقرب لسفينة فى البحر تشتد الرياح حتى تكاد تعصف بها، ثم لا تلبث أن تهدأ، ثم تعصف بها أمواج أخرى، وهكذا، لكنها تمشى مسافات كثيرة دون أمواج عاصفة ودون مزعجات منغصة.
من جانبه أكد الدكتور عبد الرحمن حماد طبيب الأمراض النفسية والعصبية ورئيس وحدة الإدمان بمستشفى العباسية للصحة النفسية، أنه كى تدوم العلاقة بين الزوجين دون مشكلات، أو على الأقل حتى تقل هذه المشكلات، يحتاج الزوجين إلى "التفهم" و"الاهتمام"، فالاهتمام حجر أساس الإنسانية، وقاعدة بديهية لنجاح العلاقات التواصلية بين الناس، فما بالك بالزوج وزوجته.
ويضيف لا يهتم الكثير من الأزواج والزوجات بهذه النقطة، ويعتبرونها نوعا من الرفاهية، على الرغم من أنها "إكسير" العلاقة وأساس بنائها والحفاظ عليها، أية علاقة يمكن بناؤها فى لحظة ولكن دون الاهتمام يمكن هدمها فى أقل من اللحظة.
فنوعية وخصوصية العلاقة والرباط الوثيق بين الزوج وزوجته تفرض عليهما التعب والكد، للحفاظ عليها والاهتمام أولى مظاهر هذا الكد والجهد، فهى ليست كأى علاقة صداقة أو حب عابر مثلا، فالاهتمام المتبادل بينهما أساس الحياة، بحيث يهتم الزوج بما تحبه الزوجة، حتى لو كانت أشياء بسيطة، فالزوجة تحب من الزوج مراعاة مشاعرها وإحساسها وعدم جرح كبريائها، وملامسة يديها، والنظر لها بإعجاب، والثناء على طريقة لبسها ونوع عطرها، وإسماعها كلمات الإطراء والمديح، وإشعارها بأنها أفضل نساء الكون.
واستطرد "يحب الزوج من الزوجة أن تظهر له حبها، والإعجاب به، وأنه أفضل رجال الكون، يحب منها الاهتمام بمظهرها وأناقتها وعطرها، وعدم الانشغال عنه بالأولاد، وعدم انشغال الزوج بالعمل بحجة تأمين مستقبل الأسرة، والانشغال عن الاحتياجات الإنسانية للأسرة من حب ومشاعر إنسانية، فكما يحتاج كل منهما للطعام والسكن، يحتاج أيضاً للحب والاهتمام وعمل الأشياء المشتركة بينهم".
هذه المناوشات العاطفية بينهما، تجدد الحياة وتجدد العلاقة وتجعلها أكثر خفة، وتجعل الزوجين فى رغبة دائمة فى للتواجد فى المنزل والحفاظ على علاقتهما.
في حال أعجبك الموضوع كل ما اوده منك هو نشر هذا الموضوع عبر أدوات المواقع الاجتماعية التالية: ايقونة فيس بوك وتويتر و +1 فى الشريط التالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق